عاشق الصمت مدير عام
عدد المساهمات : 522 نقاط : 1563 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 07/01/2010 العمر : 29 الموقع : شبكة الأحبة
| موضوع: أجمع آية للخير والشر الثلاثاء أبريل 20, 2010 3:09 pm | |
| أجمع آية للخيروالشر
إن الله يأمر بالعدل والإحسانوإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكمتذكرون النحلآية - 90 .
بقلم الدكتور نظمي خليل أبو العطا
- نعرض عليكم اليوم الآية القرآنية التي جمعت الخير كله فأمرتبه، والشر كله فنهت عنه، حتى قال فيها ابن مسعود رضي الله عنهما: هي أجمع آية في القرآن الكريم للخير والشر، وان لم يكن فيه ( أي في القرآن الكريم ) غير هذه الآية لكفت .
- تلك الآيةالتي أمر عمر بن عبد العزيز المسلمين أن يختموا بها خطبة الجمعة بدلا من كلماتالشقاق والفرقة التي كان البعض يختم بها خطبة الجمعة، إرضاء لاتجاه معين، أو تعصبالفئة بعينها.
وكثيرا ما نسمع الخطباءيختمون بها خطبتهم حتى يومنا هذا، وهى الآية التي قال الله سبحانه وتعالى فيها: ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عنالفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ) النحل آية 90 .
- والعدل: هو الاعتدال والتوسط في الأمور اعتقاداوعملا. ( حسنين مخلوف – كلمات القرآن ) .
وقال الراغب الأصفهاني في مفردات ألفاظ القرآن:
- العدل: هو المساواةفي المكافأة إن خيرا فخيرا، وإن شرا فشرا.
- والإحسان: هو إتقان العمل، أو نفعالخلق ( مخلوف- مرجع سابق ).
- وهو على وجهين إحدهما: الإنعام على الغير، يقال: أحسن فلان إلى فلان. والثاني: إحسان في فعله، وذلك إذا علم علما حسنا، أو عمل عملاحسنا.
والإحسان فوق العدل وذاك أن يعطىأكثر مما عليه ويأخذ أقل مما له، أو أن يقابل الخير بأكثر منه والشر بأقلمنه ( الأصفهاني- مرجع سابق ).
- والفحشاء:الذنوب المفرطة فيالقبح (مخلوف ) : والفحش، والفحشاء،
والفاحشة: ماعظم قبحه من الأفعال والأقوال ( الأصفهاني )
- والمنكر: كل فعل تحكم العقول الصحيحة ( والصريحة ) بقبحه، أو تتوقف في استقباحه واستحسانه العقول، فتحكم بقبحهالشريعة ( الأصفهاني).
- والبغي:هو التطاول والتجبر علىالناسوهو تجاوز الحق إلى الباطل أو تجاوزه إلى الشّبه كماقال الأصفهاني.
وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمهالله في تفسير هذه الآية :فالعدلالذي أمر الله به، يشمل العدل في حقه، وفى حق عباده .
- فالعدلفي ذلك،أداء الحقوق كاملة موفورة، بأن يؤدى العبد ما أوجب الله عليه من الحقوق الماليةوالبدنية، والمركبة منهما، في حقه وحق عباده، ويعامل الخلق بالعدل التام، فيؤدى كلوال، ما عليه، تحت ولايته، سواء في ذلك ولاية الإمامة الكبرى ( أي الخلافة )،وولاية القضاء، ونواب الخليفة، ونواب القاضي.
- والعدلهو: ما فرضه الله عليهم فيكتابه، وعلى لسان رسوله، وأمرهم بسلوكه. ومن العدل في المعاملات، أن تعاملهم فيعقود البيع والشراء وسائر المعوضات، بإيفاء جميع ما عليك، فلا تبخس لهم حقا، ولاتغشهم ولا تخدعهم وتظلمهم . فالعدل واجب، والإحسان فضيلة مستحبة، وذلك كنفع الناس،بالمال والبدن، والعلم، وغير ذلك من أنواع النفع، حتى يدخل فيها الإحسان إلىالحيوان البهيم المأكول ( والنبات ) وغيره.
- وخص الله إيتاء ذي القربى – وإن كان داخلا في العموم – لتأكد حقهم، وتعين صلتهم وبرهم، والحرص على ذلك. ويدخل فيذلك جميع الأقارب، قريبهم وبعيدهم، لكن كل من كان أقرب، كان أحقبالبر.
- وقوله: (وينهى عن الفحشاء)وهو ( كماقلنا سابقا ) كل ذنب عظيم، استفحشته الشرائع والفطر، كالشرك بالله، والقتل بغير حق،والزنا، والسرقة، والعُجب، والكبر، واحتقار الخلق، وغير ذلك من الفواحش. ويدخل فيالمنكر كل ذنب ومعصية، تتعلق بحق الله تعالى. وبالبغي، كل عدوان على الخلق، فيالدماء، والأموال، والأعراض .
فصارت هذه الآيةجامعة لجميع المأمورات والمنهيات، لم يبق شيء، إلا دخل فيها، فهذه قاعدة ترجع إليهاسائر الجزئيات، فكل مسألة مشتملة على عدل أو أحسان، أو إيتاء ذي قربى، فهي مما أمرالله به . وكل مسألة مشتملة على فحشاء أو منكر، أو بغي، فهي مما نهى الله عنه. وبهايعلم حسن ما أمر الله به، وقبح ما نهي عنه، وبها يعتبر ما عند الناس من الأقوالوترد إليها سائر الأحوال ( والأعمال ) .
- فتبارك من جعل من كلامه، الهدى، والشفاء، والنور، والفرقان بين جميعالأشياء.
- ولهذا قال: ( يعظكم )أي: بما بينه لكم فيكتابه يأمركم بما فيه غاية صلاحكم ونهيكم، عما فيه مضرتكم. ( لعلكم تذكرون ): ما يعظكم به، فتفهمونهوتعقلونه وتعملوا بمقتضاه فسعدتم سعادة لا شقاوة معها ( أ.هـ. ).
وهكذا أخي المسلم .. أختيالمسلمة:
جمعت تلك الآية الأمر بالخير كله، والنهى عن الشر كله. فماذالو وضع المسلم هذه الآية نصب عينيه وفقه ما فيها، وعمل بمقتضاها، وعمل المسلمونجميعا بما في هذه الآية الجامعة الكافية، لعشنا في سعادة بالغة وأمن وأمان فلا فُحشولا منكر ولا بغي، بل عدل وإحسان وصله رحم فتبارك الكريم الرحمن . اللهم اجعل اخر كلامي فيالدنيا لا اله الا الله محمد رسول الله | |
|