عاشق الصمت مدير عام
عدد المساهمات : 522 نقاط : 1563 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 07/01/2010 العمر : 29 الموقع : شبكة الأحبة
| موضوع: محاولات اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم على يد اليهود الأربعاء أبريل 21, 2010 5:43 am | |
| محاولات اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم على يد اليهود
منذ فجر التاريخ الإسلامي، ومنذ نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم ومن خلال احتكاك اليهود بنبي هذه الأمة صلى الله عليه وسلم والمسلمين في المدينة المنورة بحكم وجود اليهود بها آنذاك، كشف الله كثيراً من أخلاق اليهود الدنيئة وسماتهم الخسيسة، وقد فصل الله جل وعلا لهذه الأمة أخلاقهم الظاهرة والخفية، ومقاصدهم في الأعمال والأقوال، بحيث يستطيع السابر لأغوارهم، والمتأمل في القرآن الكريم يدرك تماماً واقع هذه الشرذمة، ويفهم مرادهم، وما جبلوا عليه من فساد وانحراف في الأخلاق والسلوك وبعدهم عن الصراط المستقيم. فمما وصف الله به اليهود الحسد فهم يحسدون غيرهم لا لشيء إلا كراهة أن يؤتي الله من فضله أحداً غيرهم، وفي ذلك الوصف الدقيق يقول تعالى عنهم: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) النساء 54.
هذا وقد تعرض النبي صلى الله عليه وسلم إلى ثلاث محاولات اغتيال من قبل اليهود فقط ، بهدف التخلص منه والقضاء على دعوته، وكان ذلك بأساليب مختلفة:
1. التحريض على القتل:
ما كان في صغره ، فقد روى ابن سعد إلى إسحاق بن عبد الله أن أم النبي صلى الله عليه وسلم لما دفعته إلى السعدية التي أرضعته ، قالت لها : احفظي ابني وأخبرتها بما رأت . فمرت باليهود فقالت : ألا تحدثوني عن ابني هذا، فإني حملته كذا ووضعته كذا ورأيت كذا ، كما وصفت أمه . قال : فقال بعضهم لبعض اقتلوه . فقالوا : أيتيم هو ؟ فقالت : لا ، هذا أبوه وأنا أمه . فقالوا: لو كان يتيما لقتلناه . قال : فذهبت به حليمة وقالت : كدت أخرب أمانتي. ويقول العلماء انها كانت المحاولة الأولى للقضاء على النبي محمد صلى الله عليه وسلم سيما وقد كان اليهود ينتظرون قدومه صلى الله عليه وسلم ويهددون بقتله، حيث كان اليهود ، وهم أهل كتاب ، يعلمون بقرب مبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ولذلك كانوا يقولون للمشركين من قريش : أنه قد تقارب زمان نبي يبعث الآن نقتلكم معه ، قتل عاد وإرم.
2. إلقاء صخرة:
عندما ذهب الرسول - صلى الله عليه وسلم- مع نفر من أصحابه منهم أبو بكر وعمر وعلي إلى بني النضير ليتفاهم معهم في دية القتيلين من المشركين من بني عامر، الذي قتلهما أحد المسلمين، فقال رؤساء بني النضير من اليهود: نعم يا أبا القاسم نعينك على ما أحببت مما استعنت بنا عليه. وذهبوا ليفكروا فيما يدفعون من المال مساهمة في دية القتيلين، وخلا بعضهم ببعض ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- قاعد إلى جنب جدار من بيوتهم مع النفر من الصحابة، فقال اليهود في خلوتهم: أنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه، فمن رجل يعلو على هذا البيت فيلقي عليه صخرة فيريحنا منه، فانتدب لذلك عمرو بن جحاش بن كعب أحد يهود بني النضير، فقال: أنا لذلك، فنهاهم عنه أحد أحبارهم وهو سلام بن يشكم، وقال لهم: هو يعلم، فلم يقبلوا منه، وصعد ذلك اليهودي عمرو بن جحاش ليلقي الصخرة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ليغتاله بها، فنزل على رسول - صلى الله عليه وسلم- الوحي من السماء بما أراد القوم، وأن اليهود قد ائتمروا به ليقتلوه، وطلب منه الانسحاب في صمت، فقام وقال لأصحابه: لا تبرحوا حتى آتيكم، وخرج راجعاً إلى المدينة دون أن يخبر أصحابه بالأمر، وظنوا أنه قد ذهب لبعض حاجة وهو عائد إليهم، فلما طال انتظار أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- قاموا في طلبه، فالتقوا برجل مقبل من المدينة فسألوه عنه، فقال: رأيته داخلاً المدينة، فأقبل أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- حتى انتهوا إليه فأخبرهم الخبر. وبما كانت اليهود أرادت من الغدر به وشاع في المدينة خبر المكيدة التى دبرها اليهود لقتل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غدراً، وضج المسلمون بالتذمر، وأخذ اليهود يلوم بعضهم بعضاً على هذه الجريمة الشنعاء، ولم ينكروا مكيدة الغدر بالرسول -صلى الله عليه وسلم-، ولم يصدر بيان بنفي هذا الخبر كما هو شأن الإعلام في وقتنا الحاضر، وأنزل الله على نبيه قوله تعالى في سورة المائدة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ} [(11) سورة المائدة]،
وعقب مكيدة الغدر هذه رأى المسلمون خطر بقاء اليهود بين ظهرانيهم، عندئذٍ أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم- بالتهيؤ لحرب بني النصير، والسير إليهم بعد الذي كان منهم، واستعمل- صلى الله عليه وسلم- على المدينة ابن أم مكتوم، ثم سار بالناس حتى نزل بهم، فتحصنوا من المسلمين في حصونهم، وحاصرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وقذف الله الرعب في قلوبهم، فسألوا الرسول - صلى الله عليه وسلم- أن يجليهم كما أجلى بني قينقاع، ويكف عن دمائهم، على أن لهم ما حملت الإبل من الأموال إلا السلاح، فوافق الرسول -صلى الله عليه وسلم- على ذلك، فاحتملوا من أموالهم ما استقلت به الإبل، فكان الرجل منهم يهدم بيته، ويأخذ ما يستطيع حمله، ويضعه على ظهر بعيره وينطلق به، فخرجوا إلى خيبر، ومنهم من سار إلى الشام، وأنزل الله فيهم قوله تعالى في سورة الحشر:
{سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ * وَلَوْلَا أَن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاء لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ} [(1-3) سورة الحشر].
3. دسم السم بالشاة المشوية:
بعدما فشل اليهود من وسائل المكر والكيد ضد الرسول - صلى الله عليه وسلم-، فكروا في وسيلة أخرى للتخلص من المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وذلك محاولة دس السم له، وقد دفعوا لتنفيذ هذه الجريمة الشنعاء امرأة يهودية منهم اسمها زينب بنت الحارث، وهى زوج سلام بن يشكم أحد أحبارهم وذلك بعد أن انتهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أمر خيبر واطمأن به الحال، قدمت له هذه المرأة شاة مشوية كانت قد دست فيها سماً كثيراً، وكانت قد سألت أي عضو من الشاة أحب إلى محمد، فقيل لها الذراع، فلاك منها مضغة فلم يسغها، ومعه بشر بن البراء بن معرور قد أخذ منها كما أخذ رسول -صلى الله عليه وسلم-، فأما بشر فأساغها وأما رسول الله فلفظها، ثم قال: إن هذا العظم يخبرني أنه مسموم، ثم دعا بالمرأة اليهودية فاعترفت، فقال: ما حملك على ذلك؟ قالت: بلغت من قومي ما لم يخف عليك، فقلت إن كان ملكاً استرحت منه، وإن كان نبياً فسيخبر، تعني أن الوحي سيخبره بذلك، فتجاوز الرسول -صلى الله عليه وسلم- عنها ومات بشر من أكلته التي أكل.
وهناك محاولات اغتيال شارك فيها اليهود لعدد من قادة الصحابة والمسلمين فلا يخلو زمان إلا وقد كان اليهود عامل شر وتحريض على القتل والفتنة والاغتيال.
| |
|