عدد المساهمات : 522 نقاط : 1563 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 07/01/2010 العمر : 29 الموقع : شبكة الأحبة
موضوع: الأضرار الخطيرة لمن ترك حياة الإيمان الصحيح الخميس أبريل 29, 2010 3:00 pm
الأضرار الخطيرة لمن ترك حياة الإيمان الصحيح
أيها الأخ المبارك أيتها الأخت الكريمةلا أريد أن أسبب لك الضيق والحرج ولكن من محبتي لك وحرصي على أن يجنبك الله كل سوء : اعلم أن من لم يحيا حياة الإيمان الصحيح ولم ينعم بنعمة التوحيد وإفراد الله بالعبادة فهو معرض لمخاطر عظيمة من أبرزها : 1-الذي يشرك مع الله أحداً ولم يحقق التوحيد والإيمان الصحيح فإن الجنة عليه حرام : إن هذا الحكم حكم به جبار السموات والأرض وإله العالمين وخالق الجن والإنس أجمعين حيث يقول في محكم التنزيل وهو أصدق القائلين : ]إنه من يشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار[المائدة [72]. فيا خسارة من عاند وأصر ولم يغير واقعه وحاله واتبع ما كان عليه الآباء والأجداد وما تهواه نفسه ولم يعظم أمر مولاه سبحانه . 2-المشرك خالد مخلد في نار جهنم أبد الآبدين : الله سبحانه قد أخبر بهذه الحقيقة في غير ما آية فقد قال سبحانه : ]إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أبداً[ البينة [6]. وقال سبحانه :]فلا تدع مع الله إلهاً آخر فتكون من المعذبين[ الشعراء [113]. وقال صلى الله عليه وسلم : (من مات وهو يدعوا لله نداً دخل النار ) وفي رواية: (من مات يشرك بالله شيئاً دخل النار)([1]) 3-الذي يشرك مع الله أحداً ولم يحقق التوحيد والإيمان الصحيح لا يقبل الله من أي عمل: سواءً كان صلاةً أو صياماً أو زكاةً أو حجاً أو جهاداً أو أي عمل مادام أنه لم يترك عبادة ودعاء ورجاء غير الله من الأولياء والجن والصالحين وحتى نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم لا يجوز أن يدعى أو يستغاث به من دون الله ومن أراد التقرب إلى الله فعليه باتباع أمره وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم. إن هذا الحكم هو نداء من الله وتنبيه لأشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم -وهو إمام المؤمنين وقائد الموحدين – حيث قال الله له في كتابه الكريم :]ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك و لتكونن من الخاسرين[ الزمر [65]. وقال سبحانه :]ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون[الأنعام [88]. فمن أشرك مع الله ولو كان شيئاً يسيراً فعمله غير مقبول وهو عليه مردود . 4-الذنب الذي لا يغفر وهو الظلم العظيم أن تشرك بالله عز وجل : أيها المؤمن المبارك أيتها الأخت الكريم احذر كل الحذر من الشرك ووسائله المؤدية إليه فالشرك ذنب كبير وظلم عظيم . تصور أن من أشرك مع الله بأي أنواع الشرك كأن يتقرب إلى غير الله من الأولياء والصالحين والجن وغيرهم بالذبح أو بالدعاء وطلب تفريج الكربات أو طلب المغفرة منهم أو غيرها مما هو من خصائص الله ومما لا يجوز صرفه لغير الله فذنبه لا يغفر إلا بأن يتوب ويقلع عن الشرك ويجدد توحيده وإيمانه. قال الله عز وجل عن هذه الحقيقة العظيمة :]إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء[النساء[48]. والله عز وجل قد وصف هذا الشرك ونعته بالظلم العظيم فقال جل وعلا : ]إن الشرك لظلم عظيم [ لقمان [13]. وسئل النبي صلى الله عليه وسلم : (أي الذنب أعظم ؟ فقال : (أن تجعل لله نداً وهو خلقك ) ([2]) فهل ترضى لنفسك أن تقابل سيدك ومولاك وأنت متلبس بهذا الذنب العظيم والجرم الخطير . 5-الشرك هو الإثم العظيم والضلال البعيد : لقد وصف الله هذا الشرك الذي وقع فيه فئام من هذه الأمة أمة محمدٍ صلى الله عليه وسلم بأنه إثم عظيم وضلال بعيد ، وكفى به من وصف تنفر منه القلوب المؤمنة الصادقة التي تعظم ربها وتخاف من سوء العاقبة ؛ فقد قال سبحانه :]ومن يشرك بالله فقد افترى إثماً عظيماً[ النساء [48].فهذا الإثم العظيم . وقال سبحانه :]ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالاً بعيداً[ النساء [116].وهذا الضلال البعيد . وقال سبحانه –مبينا سوء حال من دعا غيره -:] يدعوا من دون الله مالا يضره وما لا ينفعه ذلك هو الضلال البعيد يدعوا لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير[الحج[13-14]. 6-إلقاء الرعب والخوف في قلب المشرك : إن من التفت لغير الله وطلب الأمن والسعادة من غير مولاه عاش في رعب وخوف وعدم استقرار كما تقدم ، وقد أخبر الله بهذا الأمر صريحاً فقال سبحانه : ]سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله[ آل عمران [151]. الله أكبر لقد وضح السبب وبانت العلة في إلقاء الرعب في قلوبهم لأنهم أشركوا بالله فيا خسارة من تعامل مع غير الله و يا بؤس من التفت إلى غيره سبحانه . وبين في موضع آخر سبحانه أن من دعا غير الله ليحصل له الأمن يحصل له ضد ذلك ويتسلط عليه من دعاه ويعيش في رعب وخوف. قال سبحانه :]وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً[ الجن[6].قال ابن كثير في تفسير قوله ]فزادوهم رهقاً[ :" أي خوفاً وإرهاباً وذعراً حتى تبقوا أشد منهم مخافةً وأكثر تعوّذاً بهم ..."أ.هـ([3]) 7-براءة الله ورسوله من الشرك والمشركين : إن من العقوبات الخطيرة التي تلحق من دعا غير الله أو ذبح لغيره أو استغاث بغيره أو صرف أي نوع من أنواع العبادات لغيره سبحانه أن الله سبحانه يتبرأ منه ولا يبالي في أي وادٍ هلك والعياذ بالله . يقول سبحانه :]وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله [ التوبة [3]. 8-الأنبياء جميعاً تبرءوا من الشرك وأهله : فهل تريد أن تلحق بركبهم وتحشر في زمرتهم فالزم طريقهم –حشرنا الله وإياك معهم- قال سبحانه آمراً نبيه بأن يتبرأ من الشرك ويعلنها صريحة بأنه على ملة إبراهيم وهي ملة التوحيد الخالص :]قل بل ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين[ البقرة [135]. وقال أيضاً آمراً الأمة كلها :]قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين[ آل عمران [95]. وقال سبحانه :]قل إنما هو إله واحد وإنني بريء من المشركين[الأنعام[19]. وقال إبراهيم-عليه السلام - لقومه :]فلمّا أفلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون[ الأنعام [78]. وقال هود-عليه السلام- لقومه :]قال إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون[ هود[54]. ولا عجب في ذلك فإن الأنبياء دينهم وعقيدتهم واحدة ،وإن اختلفت شرائعهم .([4]) 9-الشيطان يتسلط على المشرك وليس على الموحد: الله سبحانه بيّن في كتابه أن المؤمن الإيمان الصحيح الموحد لربه الذي صرف كل عباداته لربه سبحانه وتعالى فإن الشيطان لا يستطيع أن يتسلط عليه ولا أن يهيمن عليه ، وبالمقابل فإن المشرك الذي التفت إلى غير الله وحقق ما يريده عدو الله منه فإن الله يتركه لعدوه يتسلط عليه وهذا أحد عواقب الشرك في الدنيا . قال الله تعالى عن هذه الحقيقة مع المؤمن :] إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون[ النحل [99]. وقال تعالى عن موقف الشيطان من المشرك :]إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون[ النحل [100]. 10- الشرك نجاسة لا يطهرها إلا الإيمان الصحيح: قال سبحانه عن المشركين :] ياأيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا[ التوبة [28]. فقد دلت هذه الآية الكريمة على نجاسة المشرك ، وأن المؤمن طاهر كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إن المؤمن لا ينجس) ([5]) 11-العقوبات الربانية على الأمم من أعظم أسبابها الشرك بالله : الله سبحانه بين أن سبب تدمير الأمم السابقة بالعقوبات هو أنهم مشركين . والشرك بكل أنواعه : شرك العبادة والتقرب لغيره أو شرك دعاء أصحاب القبور أو شرك الطاعة والاتباع والتعبد لله -في الحلال والحرام وسائر نواحي الحياة- بغير ما أذن الله فيه من الشرائع الأرضية والقوانين الوضعية. قال سبحانه :]قل سيروا في الأرضفانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين[الروم[42]. 12-المشرك تجتمع عليه خسارتان في الدنيا والآخرة بين الله في كتابه العظيم عظم الغبن والخسارة لمن أشرك وكفر بالله ودعا غير الله وذلك أنه لا يحقق له مطلوبه وفي الآخرة يكفر من دعاهم به وبشركه الذي فعله . قال سبحانه :]والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير[ فاطر[13-14]. فالله سبحانه صور حال من يدعى من دون الله بأنه لضعفه وعجزه أنهم لا يملكون من السموات والأرض شيئاً إلا بمقدار هذا القطمير (والقطمير هو اللفافة التي تكون على نواة التمر )([6])فخسارته أنه يدعوا من لا يستطيع أن يحقق له مطلوبه لأنه فقير ضعيف هذا في الدنيا ، أما في الآخرة فيتبرءون منكم فجمع الله للمشرك بين خسارتين في الدنيا والآخرة. وقال سبحانه :]ومن أضل ممن يدعوا من دون الله لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداءً وكانوا بعبادتهم كافرين[ الأحقاف[6-7]. وقال أيضاً :]واتخذوا من دون الله آلهةً ليكونوا لهم عزاً * كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضداً[ مريم [81-82]. 13-ضرب الله الأمثال الشنيعة لمن أشرك مع الله ودعا غيره : لقد صور القرآن بشاعة من دعا غير الله بأبشع وأشنع الصور من خلال ضرب الله الأمثال لذلك وعلى سبيل المثال : أ- ضرب الله مثلاً لمن أشرك بالله ودعا غيره كمن يسير في طريق مهلكة وهو في حيرة لا يعرف طريق الخلاص والنجاة : قال سبحانه :]قل اندعوا من دون الله مالا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا قل إن هدى الله هو الهدى وأمرنا لنسلم لرب العالمين[الأنعام[71].([7]) ب- ضرب الله مثلاً بأن من يدعوا غير الله ويشرك به لا ينال شيئاً ممن دعاه لا في الدنيا ولا في الآخرة كمن يريد أن يقبض الماء بيده فلا يستطيع فكيف يبلغ فاه؟ قال سبحانه :]له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إلا في ضلال[ الرعد[14]. قال علي بن أبي طالب :"كمثل الذي يتناول الماء من طرف البئر بيده وهو لا يناله أبداً بيده فكيف يبلغ فاه "أ.هـ([8]) ت- ضرب الله مثال الإيمان بالسماء التي تحفظ الإنسان فإذا ترك الإيمان ووقع في الشرك سقط وخر فتتخطفه الطيور والآفات فتمزقه وتصيبه بالأذى والضرر في دينه ودنياه : قال سبحانه:]ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق[الحج [31]. قال الشيخ السعدي –رحمه الله -:"...فالإيمان بمنزلة السماء محفوظة مرفوعة . ومن ترك الإيمان بمنزلة الساقط من السماء عرضة للآفات والبليات فإما أن تخطفه الطير فتقطعه أعضاء ، كذلك المشرك إذا ترك الاعتصام بالإيمان تخطتفه الشياطين من كل جانب ، ومزقوه ، وأذهبوا عليه دينه ودنياه ، وإما أن تأخذه عاصفة شديدة من الريح فتعلو به في طبقات الجو فتقذفه بعد أن تتقطع أعضاؤه في مكان بعيد جداً"أ.هـ([9]) والأمثلة التي ضربها الله للموحدين والمشركين كثيرة ولكن المقام لا يكفي لبسط كل ما يتعلق بهذا الأمر .
([1])البخاري في كتاب التفسير –باب ]ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً[ برقم: (4497)ومسلم في كتاب الإيمان برقم (92).
([2])البخاري في كتاب التفسير –باب قوله تعالى :] فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون[برقم 4477) وبرقم: (6861) ،ومسلم في الإيمان برقم (86).
([3])تفسيرابن كثير (8/3633).
([4])كما جاء بذلك الحديث الصحيح عنه e عن أبي هريرة كما جاء في البخاري برقم (3442) ، ومسلم برقم (2365).
([5]) أخرجه البخاري في كتاب الغسل –باب عرق الجنب وأن المسلم لا ينجس برقم (283).
([6]) انظر : تفسير ابن كثير (6/2910) ، مفردات الراغب ص678 .
([7])انظر كلام ابن عباس في تفسير هذه الآية في تفسير ابن كثير (3/1316-1317).